الحلقة الـ 45 من كتاب « كيف نعلم أبناءنا تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة : « سلوى المؤيد » تحت عنوان : التدليل وأصدقاء السوء وخراب الأبناء
.....................................
هذه مأساة فتاة بحرينية لا تتجاوز السابعة عشر من عمرها حرمها تدليل والدها الشديد من الإتزان والإحساس بالأمان وهاهي اليوم .. تدفعهاصديقة منحرفة بسبب الفقر الشديد وإهمال والديها إلى الإنحراف مثلها ..فتخرج مع الرجال مقابل حفنة من الدنانير..رغم ذكائها وكونها من عائلة محترمة .
ولهذه المأساة بداية دعوني أسردها عليكم باختصار ليأخذ الآباء عبرة منها لحماية أبنائهم سواء كانوا فتيان أم فتيات ..ويحاولوا أن يتبعوا الأسلوب الحازم مع أبنائهم القائم على الحب والرعاية والإحترام و الحوار .. واتفاق الوالدين على أسلوب موحد في التربية .لإن عدم تواجده في جو الأسرة أخطر منزلق يقع فيه الآباء ويجنون به على أبنائهم .
كان والد هذه الفتاة يدللها أشد التدليل..ولا يرفض لها طلباً أبداً..وعندما كانت الأم تعترض على تلبيته المستمر لطلبات إبنته رغم وجود أبناء آخرين له لا يعاملهم بالمثل.. كان يغضب بقسوة على الأم ويحقر في شخصيتها حتى أصبحت إبنتها لا تحترمها وكذلك أبنائها .
واستمر هذا الأب على أسلوبه الخاطىء في التربيه ينخر في شخصية إبنته ويزيدها عدم طمأنينة وهشاشة وضعفاً لعدم تواجد الحزم في تربيته لها .
وفي يوم حلت الكارثة..عندما توفى الأب بنوبة قلبية والفتاة لا تزيد عن ١٥ عاماً ..بكت الإبنة على والدها كثيراً..وشعرت كأنه تخلى عنها بموته..وبدأت تشعر بالخوف من فقدان من تحبهم..ربما بسبب عدم اطمئنانها شعرت أنها السبب في موت والدها ..واستمرت تصر على طلباتها الكثيرة التي كانت تحصل عليها من والدها عندما كان حياً ...حاولت الأم إقناعها أنها لا تملك المال لتلبي كل طلباتها ..لكن لا فائدة ..إذ كانت تنهرها ولا تحترم ألفا ظها معها .
ولسوء حظ الأم والإبنة ..أن تعرفت هذه الإبنة الضحية إلى فتاة منحرفة..كانت تخرج مع الرجال مقابل المال لكي تنفق منه على نفسها وإسرتها بسبب كثرة الإبناء وفقر الأب .. بدأت بتعريفها إلى صديقاتها المنحرفات ..وعندما اندمجت في الجو..بدأت بتعريفها إلى الرجال..ولم تنحرف في البداية..حاول أهلها حمايتها إلا إنها كما قالت لإمها والطبيبة التي تعالجها أنها تخاف أن تفقد صديقتها إذا لم تطع كلامها ..ربما شعرت هذه الإبنة أن خوفها من فقدان صديقتها سببه تخلي والدها عنها بموته .
وتعددت مرات خروج الإبنة مع هذه الصديقة..وعندما غضبت والدتها ومعها شقيقها..هربت من البيت..وكلما أعادوها هربت مرة أخرى ..والأسرة تعاني كثيراً من تدهور أخلاق الإبنة عندما امتهنت الدعارة في هذه السن الشابة لكي تتمكن من تلبية متطلباتها المادية التي كان والدها يلبيها لها بإسراف ودون حزم وتوجيه..لقد قضى هذا الأب على مستقبل إبنته بتدليله السام..وهاهي لا تحترم أمها أو أخوتها .. وتغوص أكثر في وحل الدعارة لكي لا تفقد حب صديقتها بسبب عدم اطمئنانها وهشاشة شخصيتها المدلله ولكي تشترى ما تشاء من كماليات ترفيهية ..فهل يرتدع الآباء ويحبوا أبنائهم بحزم؟