آخبار عاجل

ماذا فعل محمود بحريته المطلقة وكيف تجاوب والديه ؟ .. بقلم : « سلوى المؤيد »

05 - 03 - 2019 12:00 1418

الحلقة الـ  46 من كتاب « كيف نعلم أبناءنا تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة : « سلوى المؤيد » تحت عنوان :   ماذا فعل محمود بحريته المطلقة وكيف تجاوب والديه ؟

........................................

يعتقد بعض الآباء أنهم إذا منحوا أبنائهم حرية مطلقة في اختيار الأوقات التي يقومون خلالها بإداء واجباتهم المدرسية أو ما يتعلق بخروجهم مع أصدقائهم..فإن ذلك ينمي لديهم القدرة على تحمل المسؤلية والثقة بإنفسهم ..لكنهم أيضاً يرون أن هذه الثقة الكبيرة يجب أن تتم مراجعتها مع أبنائهم إذا لم يبدوا تحملاً لمسؤلية قراراتهم ..فيبدأوا في حرمانهم من هذه الحرية شيئاً فشيئاً ليدركوا أخطائهم .. ويتراجعوا عنها حتى يعود إليهم ما حرموا منه من امتيازات حريتهم المسؤولة .

لنستعرض مثال على ذلك لكي ندرك كيف يتم تطبيق هذا النوع من التربية للأبناء ومدى فائدته حتى يكون الأمر واضحاً أمام الآباء فيما يختاروه من أساليب تربوية يريدون أن تكون أساساً لتعاملهم مع أبنائهم .

محمود مراهق في السادسة عشر من عمره .. تعود أن يقوم بواجباته اليومية المنزلية والدراسية دون أن يحتاج إلى تذكير من والديه ..حيث تعود أن يكون مسؤولاً عن تصرفاته..مما أسعد والديه وسمحوا له بحرية اختيار قراراته.

كان مستوى محمود الدراسي لا يقل عن جيد جداً وفي بعض المواد يحصل على امتياز..ولا يصاحب إلا أصدقاء يتمتعون بالمسؤلية والرزانة بالنسبة لتصرفاتهم اليومية .

وكان والديه يسمحان له بوجود أصدقائه في المنزل أثناء عدم تواجدهما ..ولم يفكرا أبداً في مراقبته في المدرسة من خلال مدرسيه لإنهما كانا يعتقدان أنهما في غير حاجة لذلك بسبب عدم شكوى مدرسيه لإي تصرف من تصرفاته في المدرسه وكذلك لعلو درجاته الدراسية..كما إن محمود تعود أن يذهب إلى أصدقائه في يوم الإجازة الأسبوعية دون أن يطلب الإذن من والديه ..وهما راضيان على أن لا يتأخر في العودة عن الساعة الثانية عشر مساء

مساءً .

إلا أن محمود بدأ يتغير عندما دخل سن السابعة عشر..حيث لاحظ والديه أنه أصبح يقوم ببعض التصرفات اللا مسؤولة .. يقضي وقتاً أطول مع أصدقائه..ويصل متأخراً إلى البيت وقت العشاء..أما في الإجازات فقد بدأ يتجاوز في عودته الساعة الثانية عشر والنصف مساءً .

في البداية ..لم يبد الوالدين أي اعتراض للتغيرات التي طرأت على سلوك إبنهما لعله يعود إلى تصرفاته المسؤلة مرة أخرى ..ولم يكن الوالدان يعلمان أن محمود كان يمتحنهما إذا كانا سيبديان أي احتجاج أم لا حتى يستطيع أن يتمادى .

وعندما سأله والده يوماً " كيف تسير دراستك هذه الأيام ؟"

رد محمود " على ما يرام "

وعندما تساءل والده " لا أراك تقوم بإداء واجباتك المدرسية في البيت هذه الأيام "

قال محمود "أفضل أن اكملهم في مكتبة المدرسة لإنها أكثر هدوء من البيت "

إلا أن والديه اكتشفا بعد عدة أسابيع أن الأمور ليست على ما يرام ..عندما وصلت علامات محمود وكانت قد بدأت في التدهور حيث كان مستواه العام بها جيد فقط بدل جيد جداً وأحياناً ممتاز .

بدأ القلق يسري في نفس الأب والأم من هذا التغير التدريجي ..لكن محمود تدارك الموقف وأدخل في قلبهما شيئاً من الإطمئنان قائلاً لهما أنه لم يكمل بعض الأبحاث التي سيقدمها وسيستعيدعلاماته السابقة قبل نهاية

 

الفصل الأول .

لكن محمود بدل أن يطور من سلوكه تدهور أكثر ..حيث أبدى مرة أخرى عدم مسؤلية عندما ذهب إلى حفلة صديقاه عادل وسمير لإنه وعد والديه بإنه سيعود الساعة الثانية عشروالنصف ولم يعد إلا الساعة الثانية صباحاً .. وفوق ذلك كان مخموراً .

قال له والده " غداً سنناقش هذا الأمر "

وفي صباح اليوم التالي ..دخل محمود إلى غرفة المعيشة وهو يشغر بالقلق الشديد لما ينتظره من والده بعد كل ما فعل من تصرفات لا مسؤولة .لإنه هذه المرة لن يفلت من العقاب..خصوصاً وأن الغضب مرسوم على ملامح أبيه ممتزجاً بخيبة أمل شديدة في إبنه الذي كان مثال للرزانة والتصرفات المسؤولة .

اعترف محمود بخطئه قبل أن يهاجمه والده قائلاً

" أعلم يا أبي أنني لم أكن شخصاً مسؤولاً البارحة "

سأله والده

"ومن جاء بك إلى البيت وأنت في هذه الحال ؟"

"صديقي "

" وهل كان مخموراً مثلك "

انكس محمود رأسه خجلاً وأجاب "نعم..لكنه استطاع أن يوصلنا بسلام "

أجاب والده بغضب " وماذا لو تسبب في حدوث حادث لكما..أو لإحد في الطريق ..ألم تفكرا في ذلك..ألم تفكرا أن من من الممكن أن يقبض الشرطي عليكما وأنتما في حالة سكر ؟"

رد محمود "لم نفكر في ذلك "

قال والده " لماذا لم تتصل بي لإعيدك "

قال محمود " كنت أخاف أن تعلما فأقع في متاعب كثيرة "

وقر رالوالدان حرمان إبنهما من امتيازته العديدة لمدة أسبوع ..ثم سيقيما سلوك محمود بعده .

[email protected]



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved