الفريق كامل الوزير وزير النقل والمواصلات الجديد رجل سبقته انجازاته وكان من أهم الرموز التى اعتمد عليها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى السنوات الأخيرة فى انجاز الكثير من المشروعات الكبرى.. والرجل يذكرنا بالنماذج التى احتلت مكانة فى ضمير المصريين أمثال صدقى سليمان ودوره فى بناء السد العالى ومحمود يونس فى قناة السويس.. إن مسئولية إعادة بناء منظومة جديدة للسكة الحديد تحتاج إلى جهد خارق وأموال كثيرة وخبرات, وقبل هذا تحتاج إلى حالة من الانضباط التى افتقدتها أمام الإهمال والتسيب ولاشك أن الفريق كامل الوزير قادر على أن يخلص هذه المؤسسة من الكثير من جوانب القصور.. أتمنى أن يراجع الوزير الجديد تاريخ السكة الحديد فى مصر, فقد كنا الدولة الثانية فى العالم التى تعرف هذه الوسيلة الحديثة فى النقل منذ أكثر من مائة عام..وكانت قطارات السكة الحديد مزارا لكل الحكام الذين زاروا مصر, حيث كانت نموذجا للتقدم والتحضر والإدارة السليمة وكانت مواعيد قطارات السكة الحديد مثل مواقيت الصلاة فى الانضباط وطوال عشرات السنين لم يتأخر قطار واحد إلا لأسباب قهرية..وكانت الفيلات المخصصة للمسئولين عن إدارة السكة الحديد وحركة القطارات تنتشر فى كل محافظات مصر التى تمر منها القطارات..أمام الفريق الوزير ملفات كثيرة لكى يعيد لهذه المؤسسة العريقة تاريخا طويلا مشرفا فى الأداء وحسن الإدارة ولاشك أنه قادر على أن يعيد هذه الصورة مرة أخرى لأن القصور فى هذه المؤسسة ليس غريبا على أحد.. إن السكة الحديد كانت يوما من مفاخر مصر فى الإدارة والجدية والالتزام وهى من أهم وسائل النقل فى مصر على المستوى الشعبى, ولهذا فإن الأمر يحتاج إلى خطة مدروسة لتجديد المعدات بما فى ذلك القضبان والتحويلات والمزلقانات.. لقد تطورت وسائل السكة الحديد فى العالم بصورة رهيبة وأصبحت التكنولوجيا سيدة الموقف فى كل شىء، وغاب العنصر البشرى وعلينا أن نستعين بالخبرات الخارجية فى تطوير هذا المرفق التاريخى..إننا نتمنى للفريق كامل الوزير أن ينجح فى مهمته خاصة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى وعد بتوفير كل الإمكانات المالية لإنقاذ واحد من أهم مرافق الدولة المصرية وأقدمها تاريخيا.. مبروك للفريق الوزير ونتمنى أن ينجح فى مهمته الجديدة كما نجح فى مهام سابقة.