أحلام جناحي أولى رائدة عمل تدخل في مجلس إدارة غرفة التجارة
حصدت جوائز عالمية واختيرت سفيرة لرواد الأعمال في (فيينا)
ساهمت في تأسيس جمعية سيدات الأعمال البحرينية وليدز روتاري
.......................................................
بسبب الأسلحة المتعددة التي تحملها، أطلقت عليها العاملات في مجالات العمل النسوي في البحرين، ريادة الأعمال لقب المحاربة (The fighter)، فقد تدربت على استخدام كل أنواع الأسلحة المتاحة وغير المتاحة، وأتقنت فنونا قتالية بتقنيات عالية جدا، منذ كانت في سنوات الصبا الأولى، وهي ما تزال مراهقة في سن الثالثة عشرة، ولكن أكثر تلك الأسلحة والفنون والمهارات القتالية التي استحقت بها هذا اللقب، كان الإصرار والمثابرة والعزم والعمل الجاد المثابر، ثم الثقة بالنفس وثقة الناس بها.
فقد بدأت أولى خطواتها رائدة العمل المميزة وسيدة الأعمال المثابرة أحلام جناحي، أولى خطوات نجاحها من محل تجاري صغير بسوق المنامة القديم مملوك لأخيها، اشتهر صيتها حينذاك، لما كان لمجال هذا النوع من الأعمال سحره وألقه الخاص، استوديو (صوت وصورة) المتخصص في فنون تسجيل أشرطة الكاسيت والفيديوهات.
ظلت السيدة أحلام تلقح بذرة النجاح الأولى إلى أن تخرجت من الثانوية العامة والتحقت بكلية الخليج للتكنولوجيا التي كانت المؤسسة التعليمية الأرفع في البحرين حينها، دون أن تثني عزمها وإصرارها صعوبة الرتق بين ضفتي الدراسة والعمل، فتخرجت من الكلية ثم التحقت بمعهد البحرين للدراسات المالية والمصرفية الذي يعتبر من أكفأ المعاهد العاملة في هذا المجال على مستوى الشرق الأوسط، فظلت منخرطة في كدحها المتواصل، حتى التحقت بالشركة العربية المصرفية، حتى تطورت أعمال العائلة متمثلة في شركة العز التي ذاع صيتها في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي كأكبر شركات العطور وأدوات التجميل في البحرين، وظلت تعمل في الشركة العائلية على مدى 12 عاما متصلة.
عن خوضها مجال الحياة التجارية تقول السيدة احلام جناحي في (فنجان قهوة)ارتشفنا رحيقها على رحاب (EFBNEWS)، إنه من أصعب المجالات التي يمكن خوضها على الإطلاق، فهو مجال لا يمكن تحقيق النجاح فيه ما لم يتسلح الإنسان بأدوات القتال والفنون اللازمة، كما أنه يحتاج إلى يقظة ومتابعة وعمل دؤوب على مدار الساعة، معتواصل دائم مع من حولك ممن تربطك بهم علاقات العمل، وإلى متابعة حثيثة لكل مستجدات الأحداث والقوانين التجارية على المستويين المحلي والإقليمي والعالمي.
لقد استفدت كثيرا من كل ما سبق من تجارب عملية مع إخواني في السوق التجاري، وصقلت خبراتي المتواضعة بالدراسة والتدريب الأكاديميين، ثم نقلت تجاربي من خلال تدريب 50 بحريني بالتعاون مع وزارة العمل في مجال المبيعات والتسويق، في وقت كان البحرينيون والبحرينيات يعزفون فيه عن العمل في هذا المجال، فعمل غالبية من دربتهم في السوق الحرة التي كانت تديرها شركة العائلة بمطار البحرين الدولة وفي كبرى الشركات البحرينية، وكوفئت من قبل وزير العمل حينها السيد عبدالنبي الشعلة، حيث كانت شركة العائلة من أوائل الشركات الخاصة التي عقدت اتفاقا مع مؤسسات القطاع الحكومي، وقامت بتدريب البحرينيين على مهارات سوق العمل.
التفتت السيدة أحلام إلى حياتها الخاصة التي كادت أن تنسى تضيع خطواتها في زحمة العمل، فقررت الارتباط بشريك حياة، ثم سكنت في عش االزوجية لفترة نقاهة استمررت عاما ونصف العام، جددت بعدها النشاط التجاري بقوة، وافتتحت شركتها الخاصة في مجال العلاقات العامة وتنظيم المؤؤتمرات في عام 2001، ثم توسعت إلى مجال صناعة الأغذية وافتتحت مخبزا للأغذية الصحية يعتبر من المخابز المتخصصة في مجال تقديم الأغذية الصحية بمواصفات جودة عالية جدا.
أحلام التي وزعت طاقاتها بين الأنشطة التجارية وصقل مهاراتها الشخصية وأعباء الزواج، لم تنس مسئوليتها الاجتماعية، فقد قدمت في مجال الحياة التطوعية كل ما في وسعها على مدى 30 عاما، حيث أسست مع مجموعة من البحرينيي والبحرينيات، جمعية اونروي (لييديز روتاري)، كما أسسنا النادي البحريني الفرنسي، وأشعر بالفخر على أن النادي تحول إلى غرفة تجارية، وكان جمعية سيدات الأعمال البحرينية من أهم الجمعيات التي شاركت في تأسيسها عام 2000، وهي الجمعية التي تضم اليوم في عضويتها معظم سيدات ورائدات الأعمال، وأشعر أن الجمعية بمثابة ابنتة لي، ولذلك فأنا اعتبر العضوة الوحيدة التي استمرت في مجلس إدارتها منذ تأسيسها وحتى اللحظة.
وتقول أحلام "رأست مجلس إدارة سيدات الأعمال البحرينية لمدة أربع سنوات من 2012 إلى 2016، وتمت اعادة انتخابي كرئيس لمجلس إدارة في 2018 إلى 2020، وأشكر العضوات اللائي وضعن في كل الثقة في قيادة هذه الجمعية التي تعج بفعالياتها الخاصة وتشارك بدون انقطاع في معظم الفعاليات ذات الصلة بالعمل النسوي التي تقام في البحرين أو خارج البحرين".
إن جمعية سيدات الأعمال البحرينية لها دور كبير في المجتمع البحريني، فقد اختيرت منها ثلاث نساء لعضوية مجلس الشورى هذا العام، وثلاث أخريات في الأمانة العامة، وواحدة في مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين، وفوزية زينل التي ترأست هذا العام مجلس النواب البحريني، والحقيقة نثني ونثمن عاليا مواقف القيادة السياسية الرشيدة في البحرين، لدروها الأساسي والركيزي الفاعل في تمكين المرأة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، الأمر الذي ذلل أمامنا الكثير من الصعاب وقدم لنا تسهيلات معنوية كبيرة لخوض غمار أكثر مجالات العمل الي ظل تمثيل النساء فيها ضعيفا منذ استقلال مملكة البحرين.
ولكن، وعلى الرغم من ذلك، تظل السيدة أحلام جناحي، رائدة العمل الأولى التي حجزت لنفسها مقعدا في مجلس إدارة غرفة التجارة لخمس سنوات.
كما اختارت منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) في مؤتمر عالمي عقد لها في العاصمة النمساوية فيينا بتمثيل 52 دولة حول العام وحضور 37 من وزراء التجارة وكبار الشخصيات، اختارت ثلاث بحرينيات كسفيرات لرائدات الأعمال منهن د. عائشة مبارك، هدى جناحي، وأحلام جناحي، اللائي تميزن في مجالات التمكين والاجتماعي على مستوى العالم، وهي فعالية تأتي في إطار اتفاقية التعاون الموقعة بين جمعية سيدات الأعمال و(اليونيدو) في 2003، لللاستفادة من فكرة النموذج البحريني لرواد ورائدات الأعمال التي أسستها اليونيدو في البحرين منذ أكثر من عشرين عاما.
تسلمت السيدة جناحي العديد من الجوائز التقديرية من بلدان كثيرة خلال حياتي العملية، وعملت في إطار العمل التطوعي مديرا لمشروع تشبيك سيدات الأعمال (Business Woman Network) الذي تم تأسيسه من قبل عشر دول عربية بالتعاون مع وزارة الخارجية الأمريكية والسفاررة الأمريكية لمدة ست سنوات.