قام باحثون في كلية إيكان للطب فى الولايات المتحدة، في أكبر دراسة من نوعها شملت أكثر من 100 ألف شخص، بتطبيق طريقة جديدة للتعلم الآلي لتحديد 413 رابطة وراثية بمرض انفصام الشخصية في 13 منطقة من الدماغ، وكما هو موضح في عدد مارس من مجلة "الطبيعة الجينية"، فإن فحص التعبير الجيني على مستوى الأنسجة لم يسمح للباحثين بتحديد الجينات الجديدة المرتبطة بالفصام فحسب، بل حددوا أيضًا مناطق الدماغ التي قد يحدث فيها تعبير غير طبيعي. وفي حين أن الفصام يؤثر على أقل من اثنين في المائة من سكان العالم، فهو أحد الأسباب الرئيسية للإعاقة في جميع أنحاء العالم، وعلى الرغم من انخفاض معدل انتشاره، فإن لهذا المرض تأثيرًا كبيرًا على الصحة العامة والاجتماعية والاقتصادية، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى إعادة الدخول إلى المستشفى وتكاليف العلاج.. وفي حين يعتقد على نطاق واسع أن العديد من الجينات تساهم في زيادة خطر تطور مرض انفصام الشخصية، إلا أن الأسس الوراثية الدقيقة غير مفهومة جيدًا. ومع ذلك، فإن هذا الغموض بمثابة وقود لكثير من الباحثين، لأن اكتشاف الجينات المرتبطة بالأمراض أمر بالغ الأهمية لفهم الآليات التي تنطوي عليها أي مرض. واستخدم الباحثون في كلية "إيكان"، نتائج دراسة الارتباط على نطاق الجينوم لتحديد المرض المرتبط بالفصام على مستوى الأنسجة، وتعد دراسات الارتباط على نطاق الجينوم نوعًا شائعًا بشكل متزايد في الأبحاث الطبية الحيوية؛ بإنهم ينظرون إلى الاختلافات في نقاط مختلفة في الشفرة الوراثية لمعرفة ما إذا كان هناك تباين في كثير من الأحيان في تلك الخاصة بسمات معينة، مثل الفصام.