شعوره بالتواضع عندما يلجأ الناس إليه للحصول على المشورة والتوجيه بشأن مسائل مثل الدين، والسلام العالمي، جعل منه شخصية مميزة في نظر الكثيرين، وأزال الكثير من الغموض لدي من كان يعتقد بأنه شخصية أسطورية لا سبيل إلي تخيلها وفوق هذا وذاك يعتبر الرجل ظاهرة في مجال الأعمال اكتسب خبرات لا تحصي ولا تعد في المجال من خلال تجارب كبيرة ومتنوعة وقد أثرت هذه التجارب تأثيراً عميقا في نظرة الأمير الشخصية والفلسفية، حيث انه يعتقد أن من واجبه كمسلم استخدام نفوذه واتصالاته لتعزيز التفاهم والسلام بين الناس، وتحسين حياة ومستقبل المحتاجين، بغض النظر عن العرق أو الجنسية أو العقيدة.
ولد الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود في الرياض في 7 مارس1955 وهو الابن الأول للأمير طلال بن عبد العزيز، جدّه لوالده هو الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية، وجده لأمه هو رياض الصلح رئيس أول حكومة استقلالية ورجل الدولة البارز في قيادة لبنان إلى الاستقلال.
يعد الوليد من أكبر المستثمرين في العالم، وقد بدأ مزاولة نشاطاته الاستثمارية والتجارية عند عودته إلى السعودية بعد حصوله على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من الولايات المتحدة الأمريكية عام 1979 وأسس في حينها العديد من المشاريع تحت مظلة “مؤسسة المملكة للتجارة والمقاولات” التي حققت نمواً سـريعاً بالتركيز على أعمال الإنشاء وتطوير البنية التحتية والمشاريع العقارية. وتنوعت أعمال المؤسسة فأصبحت تمتلك استثمارات في قطاعات متعددة. وفي عام 1996 تم تحويل المؤسسة إلى شركة المملكة القابضة التي تقوم بإدارة استثمارات متنوعة في مجالات البنوك المحلية والعالمية، والإنتاج الإعلامي ومحطات التلفزيون الفضائية، وصناعة الفنادق والترفيه والسياحة، وأعمال تطوير العقارات والمشاريع الإنشائية، وصناعة الإلكترونيات، وصناعة معدات الكومبيوتر وإنتاج برامجه، ومجال الإنترنت والتجارة الإلكترونية، وقطاع التجارة والمتاجر الفاخرة، والأسواق المركزية، وتصنيع السيارات والمعدات الثقيلة، والمشاريع الزراعية. يمتلك الوليد بن طلال مؤسسة خيرية باسم ” مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية و الإنسانية“، تنطوي تحت هذه التسمية ثلاث مؤسسات في المملكة العربية السعودية و لبنان و أخرى تشمل جميع أنحاء العالم.
يؤرخ لانطلاقة الامير الوليد الفعلية في نهاية حقبة السبعينات، عندما قرر تأسيس شركته الخاصة، مؤسسة المملكة للتجارة والمقاولات، وهي الشركة التي من شأنها، في عام 1996، أن تصبح شركة المملكة القابضة. بعد أن أكمل أول صفقاته الكبرى، اختار الأمير الوليد استثمار الأرباح في القطاع العقاري في العاصمة السعودية الرياض، وكان هذا قراراً حكيماً من نواحٍ كثيرة، فقد ثبت أنه الأساس الذي قامت عليه شركة المملكة القابضة اليوم.
وفي حين كان يدرس فرصاً أخرى ذات قيمة محتملة، بدأ الأمير الوليد بن طلال في استكشاف القطاع المصرفي السعودي. ففي عام 1988، حصلت الشركة على حصة مسيطرة في البنك السعودي التجاري المتحد(USCB). ومع تغيير في الإدارة وبتوجيهات الأمير، سرعان ما تحولت حظوظ USCB ليصبح الأكثر ربحية بين البنوك التجارية في المملكة العربية السعودية في عام واحد فقط. مع تضاعف أسهم USCB عشرين ضعفاً، تفاوض الأمير حول الاندماج مع بنك القاهرة السعودي الذي كان يعاني مصاعب حينها لإنشاء البنك السعودي المتحد (USB). عندها بدأ الأمير الوليد بن طلال ينظر للبنك السعودي الأمريكي (سامبا) المهيمن على السوق بوصفه مصدراً للقوة الإدارية والقيادية التي يمكن أن تضيف قيمة حقيقية لبنك USB. وفي عام 1999، تم الانتهاء من عملية الاندماج، لتتشكل إثرها إحدى أكبر المجموعات المصرفية في المنطقة.
وفي وقت مبكر من التسعينات، كان من المستحيل تقريبا التفكير في أن سعودياً من العائلة المالكة يمكن أن يظهر بقوة على الساحة المصرفية الاستثمارية العالمية، ولكن في عام 1991 هذا هو ما حدث بالضبط. حدث الانقلاب الكبير الذي وضع صاحب السمو الملكي الأمير الوليد في دائرة الضوء العالمية، عندما استثمر بكثافة في أسهم سيتي بنك (سيتي غروب لاحقا) في خطوة جريئة فاجأت الكثيرين. ولكن المفاجأة تحولت بسرعة إلى الإعجاب، فبتوجيهات الأمير استعاد العملاق المصرفي صحته الكاملة، ما أعاده إلى موقعه باعتباره المؤسسة المالية العالمية الرائدة. وقد أثمر استثمار الامير الوليد بن طلال في سيتي غروب مستوى غير عادي من العوائد.
وفي حين أن القطاع المصرفي هو جزء مهم من استراتيجية الأمير الوليد للاستثمار على المدى الطويل، فإن الشركة تتطلع دائما إلى توسيع عملياتها في الأسواق الأخرى. تبعاً لذلك، اكتسبت شركة المملكة القابضة مصالح كبيرة في القطاعات الأخرى بما في ذلك الفنادق والعقارات ووسائل الإعلام، والترفيه، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتجارة الأزياء، والأسواق الكبرى، والصحة والتعليم.
كمؤيد للسلام العالمي، طبق رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال التزامه القوي في مجال الأعمال على مجال المسؤولية الاجتماعية، مما أدى إلى إنشاء مؤسسات الأمير الوليد بن طلال وتركز هذه المؤسسات ذات المقار الإقليمية، والمبادرات العالمية على تقديم المساعدات الإنسانية والتعليمية والاجتماعية القيمة لأولئك الذين هم في أشد الحاجة إليها.
مثل هذه الأعمال الخيرية ليست الأخيرة، إذ يقدم الأمير الوليد بن طلال المنح والهبات لأكثر من 60 بلداً من أفغانستان إلى زيمبابوي بإجمالي يبلغ 2.4 مليار دولار أمريكي على مدى 30 عاماً. للتعامل مع نشاطاته الخيرية في جميع أنحاء العالم، قام صاحب السمو الملكي بإنشاء ثلاث مؤسسات تعمل بمبدأ “التزام بلا حدود” هي مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية في المملكة العربية السعودية، ومؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية في لبنان، ومؤسسة الوليد بن طلال الخيرية في لبنان. وتعمل هذه المؤسسات محلياً وإقليمياً ودولياً لمكافحة الفقر، وتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، وتمكين المرأة والشباب.
ورغم كونه رجلاً يتمتع بثروة ونفوذ كبيرين، يشعر الأمير الوليد بن طلال بالتواضع عندما يلجأ الناس إليه للحصول على المشورة والتوجيه بشأن مسائل مثل الدين، والسلام العالمي، وكيف ينبغي للمجتمع أن يتكيف لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين بطريقة أفضل. وسواء في عمله كرجل أعمال أو بصفته أحد أمراء العائلة المالكة في السعودية، كان الأمير الوليد بن طلال محظوظاً بالسفر إلى أكثر من 130 بلداً في جميع أنحاء العالم، ومقابلة أكثر من 250 من رؤساء الدول وأعضاء العوائل المالكة. وقد أثرت هذه التجارب تأثيراً عميقا في نظرة الأمير الشخصية والفلسفية، حيث انه يعتقد ان من واجبه كمسلم استخدام نفوذه واتصالاته لتعزيز التفاهم والسلام بين الناس، وتحسين حياة ومستقبل المحتاجين، بغض النظر عن العرق أو الجنسية أو العقيدة.
فضلاً عن ذلك، فالأمير الوليد بن طلال دارس مدى الحياة لتعاليم الإسلام، وفخور بأن يعيش حياته وفقاً للأركان الخمسة للدين. كما يقضي الأمير قدراً كبيراً من الوقت في قراءة القرآن الكريم والتأمل في تعاليمه كجزء من السعي لفهم أقوال النبي (ص) وتفسير هذه الحكمة بشكل صحيح للعالم الحديث. و يصف الأمير نفسه بأنه محافظ دينياً، ولكن مع نظرة ليبرالية للجوانب الاجتماعية والثقافية للإسلام المعاصر. فعلى سبيل المثال، يدعم الأمير الوليد بن طلال حقوق المرأة، والعمل من أجل تحسين فرص النساء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال مؤسساته.
كما يعتقد الأمير الوليد بن طلال اعتقاداً راسخاً بأفكار القرآن الكريم حول السلام والتسامح، ويرى أن جميع المعتقدات الدينية صالحة ويجب احترامها. كذلك، فإن أحد أهداف الأمير الوليد بن طلال الكبرى هو بدء حوار هادف ونقاش بين الإسلام والثقافات العالمية الأخرى لنزع فتيل التوترات غير الضرورية وتحديد مسار نحو التفاهم والانفتاح والسلام. وقد غضب صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال من أعمال العنف التي قامت بها أقلية متطرفة أقدمت على حجب وتشويه كرامة وونشر تعاليم الإسلام الداعية للسلام، وهو مصمم على توظيف مكانته العالية لدعم السلام والشروع في التغيير الإيجابي لكل مواطن في العالم.