أكدت صحيفة الخليج الإماراتية، أن زيارة ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى مصر الأسبوع الماضي ولقاءه الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، هى زيارة دورية في مسارها الطبيعي، فمصر هى قلب الأمة العربية، والاطمئنان عليها واجب، والتنسيق معها ضرورة لحفظ الأمة العربية من المخاطر التي تهددها.
وقالت الصحيفة ــ في مقال لرئيس تحريرها التنفيذي رائد برقاوي اليوم /الأحد/ ــ أن الزيارة التي اقتصرت هذه المرة على الإسكندرية تظهر حرص بن زايد على الاطلاع على مكونات المدن المصرية التي تشهد نهضة عمرانية وسياحية، والجهود التي تبذلها الحكومة للارتقاء بالاقتصاد المصري إلى مستويات نمو مرتفعة مع تنفيذ مشاريع عملاقة على الساحل الشمالي، بما في ذلك المجمعات السكنية والسياحية التي تنفذها الاستثمارات الإماراتية.
وأكد برقاوي أن مصر استطاعت في السنوات الخمس الماضية إعادة هيكلة اقتصادها لجهة تحريره في عملية لم تكن سهلة، خاصة بعد تجربة ما يعرف بـ"الربيع العربي" والتي ضغطت على معدلات النمو، ورفعت التضخم والبطالة إلى معدلات غير مسبوقة، مشيرا إلى أنه رغم الضغوط من كل حدب وصوب ومؤامرات الإسلام السياسي الاقتصادية والأمنية والإرهابية، استطاع الاقتصاد المصري أن يخرج من كبوته، حيث اعتمد الرئيس السيسي على الكفاءات والخبرات الوطنية، وعلى الشعب المصري نفسه للنهوض في هذه المرحلة التاريخية التي كانت المفصل لمكانة وتوجهات مصر المستقبل.
وأوضح رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة الخليج أنه بعد خمس سنوات فقط أصبح اقتصاد مصر أكثر قوة، وعلاقته مع محيطه ومع المؤسسات الدولية أكثر متانة، مثبتًا أن بإمكانه التقدم بنمو 5.5 %، وهى نسبة مرتفعة في ظل الاقتصادات العالمية الحالية وهو ما يؤكده تقرير وكالة "فيتش" الأخير، والذي أكد أن مصر حققت تقدمًا في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والمالية، ويوجد تحسن في الاقتصاد الكلي، وتتواصل الإصلاحات لتحقيق نتائج أفضل، وأوضح أن التوقعات تشير إلى أن اقتصاد البلاد سيحقق نموًّا بنسبة 6% في عام (2019 - 2020)، وأن يتراجع العجز في الموازنة إلى 7%، وتحقيق فائض أولي 2% وتراجع معدلات البطالة إلى أقل من 9%، وأن ينخفض التضخم دون 12.7%، وهى مؤشرات تؤكد تعافي الاقتصاد المصري.
وأكد برقاوي أن هذه الحقائق تسعد الشيخ محمد بن زايد وكل إماراتي، فمصر تسكن وجدان كل عربي، ونهضتها محور نهضتهم، والإمارات على مدار التاريخ تؤمن بهذا المبدأ قولًا وفعلًا، فالعلاقة بين البلدين تاريخية وثابتة، أدركها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قبل عقود، مشددا على أن قوة مصر تصب في مصلحة العرب والمنطقة، وهو موقف يزداد رسوخًا في ظل قيادة رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
واختتم برقاوي مقاله بالتأكيد علي أن مصر في ظل الاستقرار، والتي تعمل قيادتها ليل نهار، تقود معركة بناء وتنمية، وهى مقبلة على ازدهار يطال اقتصادها وشعبها، وهو أمر يفتح أمامنا نحن العرب بابًا جديدًا للتفاؤل والأمل.