آخبار عاجل

تركت عملى و طموحى من أجله فتركني إلى امرأة أخري .. قصة للكاتبة : سلوى المؤيد

20 - 04 - 2019 12:00 10084

الواقع المؤلم يقول لنا أن كثيراً من الزوجات يصبرن على خيانة أزواجهن حتى لا تتحطم أسرهن ولا أدري لماذا تصبر المرأة فقط وتسامح وتتنازل عن حقها الإنساني في ضرورة إخلاص زوجها لها هل يسامح الزوج زوجته أو يغفر لها في مجتمعنا الشرقي لو اكتشف خيانتها له ؟ إنني أُطالب مجتمعنا أن يعامل الزوجة أو الزوج الخائن مثلما يعامله الدين على أساس أنه ارتكب جريمة أخلاقية لا أن يعاقب المرأة ويتسامح مع الرجل ولا أدري لماذا لا يحترم الزوج الشرقي العلاقة الزوجية ويضع لنفسه مبادئ أخلاقية عندما يرتبط بالإنسانة التي اختارها زوجة له، لماذا لا يحترم أبوته ويحافظ على أسرته بدلا من أن يعذب زوجته ويعرض أبنائه للأضرار النفسية الناجمة عن الطلاق أو توتر العلاقة بين الزوجين.

 

لقد جعل الله الزواج مودة ورحمة بين الأزواج ولو طبق كل زوجين هذه المعاني السامية لاختفت الخيانة بمساوئها وأضرارها من حياتهما ولاكتفى بذلك لأعرض هذا الموقف الاجتماعي لنعيش معاً أحداثه أو معانيه وحيرة الزوجة في اتخاذ قرارها الأخير.

 

جلست مها وحدها تفكر بعد أن نام أبناؤها الأربعة،  كيف تجرأ زوجها على خيانتها بعد قصة حب دامت بينهما سنوات وبعد أن ضحت من أجله بالكثير من رغباتها أراد منها أن تترك عملها فتركته رغم ما يضيفه من حيوية على حياتها حتى زياراتها لصديقاتها اختصرتها لكي لا تضايقه رغم تمتعها بها جعلته محور حياتها لكنه لم يجعلها محور حياته،  أهملت حقها في أن تعيش كإنسانة لها حقوق وعليها واجبات كرست نفسها لخدمته وراحة أبنائها ونظافة بيتها , أما رغباتها الخاصة فقد دفنتها في زاوية من نفسها وتجاهلتها لكي ترضى زوجها ورغم ذهاب أبنائها الأربعة إلى المدرسة وتواجد خادمة لديها قادرة على تنظيف البيت وإعداد الطعام للأسرة بعد أن علمتها كيف تعد جميع أنواع الأطعمة التي يميل إليها زوجها ورغم حبها لعملها وأنانية مطلبه في أن تتركه وتتفرغ للبيت وأبنائها,  إلا أنها رضخت له وقبلت ما يريد لكي تكسب رضائه كعادتها .. لكن انعزالها عن الحياة الاجتماعية وعن عملها انعكس بصورة سلبية على نفسيتها ففقدت حيويتها ونشاطها الفكري أصبحت لا تجد حديثاً تتبادله مع زوجها حينما يعود من عمله.

 

 

 

ثم بدأت تشعر بأمر غريب طرأ على شخصيته أصبح يمل من أحاديثها.. ثم أمسى شاردا ً متبرما ً عندما يكون جالسا ً معها ليلا ً لا يهتم بأمور البيت والأبناء بعد أن كان يهتم بها كثيرا ً من قبل كم تساءلت فيما يفكر لماذا هو بعيد عنها هكذا؟ أين مشاعر الحب الدافئة التي جمعت بينهما سنين عديدة!! تـُرى هل أخطأت عندما أذلت نفسها وخضعت لجميع رغباته رغم إدراكها بأنانية هذه الرغبات! لماذا لم يكن يفكر بها كما كانت تفكر به؟  لماذا لم يضح قليلاً وتـُضحي هي قليلاً ليحفظا معا ً توازن حياتهما الزوجية , هل استطاعت بخضوعها وذلها أن تحتفظ بزوجها بعد أن فقدت استقلال شخصيتها وأصبحت ظلا ً له,  لقد سلبت قلبه وعقله امرأة أخرى ربما فقد احترامه لها , ومل خضوعها واستسلامها له ,  لكن أن يصل به الأمر إلى خيانتها , كيف تجرأ على ذلك؟ وسالت دموعها ساخنة على خديها وواصلت تفكيرها.

 

كان من الممكن أن يعبر لها عن رأيه , فتـُبدي هي الأخرى رأيها لا ربما قدر أهمية العمل بالنسبة لها , تستعيد حيويتها وشخصيتها القديمة لكن أن يخونها بعد أن وثقت به كل الثقة!! كيف تجرأ على طعنها بهذه القسوة إنها لن تـنسى تلك الليلة المؤلمة عندما انتهت ممن أعداد طعام العشاء وذهب لتناديه دخلت غرفة النوم لكنها فوجئت به يعد حقيبة ملابسه.

سألته وقلبها يخفق بشده..

" لم تقل أنك مسافر ‍‍‍‍" ..

أجابها دون أن يجرؤ على النظر في عينيها:

" أنا راحل "

شعرت بالدوار ,  وهي تسأله:

 " إلى أين " ؟

وبجرأة لم تتوقعها أجابها:

" إليها "

سألته وهي لا تكاد تقوى على التلفظ بالكلمات..

" من هي؟ " ..

 " امرأة أخرى أحببتها " ..

كان الألم يمزق نفسها وهي ترد عليه ..

" كيف سمحت لنفسك بذلك " ..

وبأنانية أجاب:

" وجدت عندها صفات لم أجدها لديك "

ردت عليه وهي تكاد تصرخ:

" وهل تعتقد أنني وجدت لديك كل الصفات التي أتمناها في زوجي؟ "..

 

وتابعت حديثها وكرامتها المجروحة تئن في أعماقها:

" لو وجدت ما افتقده عندك في رجل آخر , هل أتركك لأذهب إليه ؟ " ..

التفت إليها غاضبا  ً وقال ..

" كيف تسمحين لنفسك بهذا التفكير ؟ "

أجابته بحدة " وكيف تسمح به لنفسك ؟ "

رد عليها بغرور " أنا رجل "

قالت بكبرياء وأنا امرأة أحترم نفسي أقبل بواقعي وأتكيف معه , تنازلت عن الكثير من رغباتي لأرضي غرورك كرجل شرقي وأحفظ زواجنا لكنني لم أفقد كرامتي بعد , أذهب ولا تعد ..

نظر إليها بدهشة وقال:

" و أولادي ؟ " ..

وبنبرة تضج بالألم أجابت:

" أنت لا تصلح لهم أباً  يحترمونه , يكفي أن تكون لهم أما  ًتكبت أحلامها لأساعدهم "

أكتشف ملامح القوة التي برزت على شخصيتها أكسبتها جمالا ً لم يلاحظه من قبل فكر في التراجع لكن الوقت قد فات , وتذكر المرأة الأخرى ولحظاته الممتعة معها فضعف من جديد وحمل حقيبته ورحل , وتماسكت مها أمامه في كبرياء لكنها انهارت باكية بحرقة بعد أن سمعت باب البيت وهو يقفل.

سألها أحد أبنائها في اليوم التالي ...

" أين أبي ؟"

ردت عليه " رحل البارحة "

" إلى أين ؟ "

" إلى لندن لديه عمل هام "

كيف تواجه أبنائها ؟ ماذا تقول لهم ؟ هل تقول أن أباهم تخلى عنهم ليشبع شهواته ؟ تركها وتركهم من أجل امرأة أخرى؟

ارتدت ملابسها لتأخذ أبنائها إلى مدارسهم , كم كان الليل موحشا ً في تلك الليلة والليالي التي تلتها واجباتها كأم تشغلها نهاراً  لكن أبنائها ينامون ليلاً  وتطول الساعات وهي تواجه مأساتها وحدها , كيف تجرأ على خيانتها وهي تحبه كل هذا الحب لقد ضحت كثيراً  لإرضائه ؟! القهر يملأ قلبها بالمرارة , ما فائدة تضحياتها ؟ ألم يكن أفضل لها وله لو أنها احتفظت باستقلال نفسها , وتفاهمت معه على احترام رغباتها كإنسانة .. لقد مل خضوعها ورحل عنها,,

سألها ثاني أبنائها في اليوم السادس لرحيل والده:

متى سيعود أبي ؟  ..

نظرت بعيدا ً وأجابته بألم :

 

لم يخبرني متى سيأتي..

ألم يتصل بك؟

لا ربما يكون مشغولا ً

عيونه تقول:

أنه لم يصدقها لم يفعلها والده من قبل , لكنه سكت ونفسه لا تشعر بالاطمئنان وذهب ليقرأ في غرفته وهدأ البيت بعد أن نام الأبناء.

                                                                 

الأيام تمر بطيئة مملة ونفسها حزينة مرهقة حتى جلساتها الحميمة مع صديقاتها أصبحت تملها عقلها مشغول يبحث عن الإجابة لسؤال كررته آلاف المرات.

كيف تجرأ على خيانتها؟ ولا تجد في أعماقها سوى الفراغ والدهشة والألم , تحاول أن تفتح كتابا ً لتقرأ , لكنها لا تستطيع وتثور على نفسها لابد أن تكون أشد صلابة , لكنها لا تستطيع لقد أحبته كثيرا ً وحبها له قد تحول إلى مرارة عميقة تغمر نفسها بالحزن وتجعل الحياة حولها سوداء قاتمة.

وفي يوم بعد أن نام أبنائها, رن جرس الهاتف رفعت السماعة لتفاجأ بصوته لم تصدق أذنيها,

سألها كيف حالك؟

كيف حالها؟ هل فكر الآن بحالها , أنسي ما فعله بها وأي ألم سببته لها خيانته.

ردت بهدوء:

بخير,,

وكيف الأولاد؟

لماذا يسأل عنهم الآن,  أين كان طوال هذه المدة, وهم يحيطونها بأسئلتهم حول غيابه المفاجئ وهي مضطرة إلى الكذب عليهم لكيلا تهز اطمئنانهم.

أجابت بألم " لماذا تسأل عنهم الآن,  هل نسيتهم مع المرأة الأخرى وتذكرتهم الآن!

وبصوت خافت أجاب:

" لا توجد امرأة أخرى لقد تركتها "

صمتت ولم ترد , لابد أن يكون كاذبا ً , لم تعد تثق به..

عاد ليؤكد لها:

" صدقيني لقد تركتها , اكتشفت كم أنا غبي عندما تركت إنسانة صادقة أعلم أنها تحبني بصدق إلى امرأة أخرى لا أعرف عنها سوى القليل".

لم ترد عليه,

عاد يتوسل:

" أرجو أن تغفري لي "

 

ثارت نفسها وأجابته بحدة “ هكذا وبهذه البساطة , لقد فقدت ثقتي بك "

قال بلهجة صادقة:

" لقد تهورت وأعدك أنني لن أرتكب هذه الغلطة مرة أخرى,

أجابت بنبره ساخرة:

 " أتسميها غلطة , ألم تكن تحبني عندما تجرأت على خيانتي "

قال محاولا ً من جديد:

" لن أخطئ ثانية , أعدك بذلك "

وشرد ذهنها هل تغفر له من أجل أبنائها؟ لكن كيف تعيش مع زوج تشك به؟ زوج جرح كرامتها وحبها، لم يقدر تضحياتها،

عاد يلح:

" لا تقرري الآن فكرى على مهل , وأنا أنتظر الإجابة في فندق الخليج سأحاول عدم رؤية الأولاد إلى أن تتخذي قرارك "

 

شعرت بقوتها تعود إليها وهى تجيبه:

" سأفكر وسأخبرك بقراري , لكنني لا أعدك بالعودة "

جاء ليلا ً , فتحت له الباب , ودون أن تنظر إليه لكيلا تضعف انسحبت إلى غرفة الضيوف لم يحاول الاقتراب منها كان خجلا ً دخل غرفة أبنائه نظر إليهم وهم نائمون , ثم حمل المزيد من ملابسه ورحل مرة أخرى لينتظر قرارها الأخير.

 

وها هي تفكر حائرة بعد أن نام أبناؤها الأربعة , هل تغفر له؟

لقد فقدت ثقتها به ومن الصعب جدا ً أن تعيش مع زوج لا تثق به,  لكنها حتى لو عادت فلن تفقد استقلال نفسها مرة أخرى ستفرض عليه احترام شخصيتها ورغباتها الخاصة مادامت لا تتعارض مع مسئولياتها كأم وزوجة , لن تقبل بالذل والخضوع بعد اليوم لأنها اكتشفت أنها بهذا الأسلوب لن تحتفظ بزوجها وإنما ستحتفظ به عندما يحبها ويحترمها كزوجة وأم وإنسانة تدرك حقوقها وواجباتها , إلا أنها عادت تفكر من جديد والحيرة تلفها تفاصيل حياتها بعد العودة إليه سابقة لأوانها , لأنها لم تقرر بعد هل تعود إليه أم لا؟



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved