محمد الفايد الملياردير المصري، الكثير منا، سمع باسمه، لا سيما بعد ارتباط نجله الراحل دودي الفايد بالأميرة ديانا، والحادثة الأليمة، والتي انتهت بموت كلاهما. الفايد شاب سكندري، مغامر تحول من الجوع والفقر إلى واحد من أغنياء العالم، بدأ حياته عتالاً ينقل البضائع والسلع في ميناء الإسكندرية حتى شق طريقه إلي القمة في مدينة الضباب لندن، ليتربع علي عرش إمبراطورية محلات «هارودز» الشهيرة في قلب العاصمة البريطانية،وفق ماذكرت «فوربس».
الميلاد
محمد عبدالمنعم الفايد مصري الجنسية، ولد في مدينة الإسكندرية في 27 يناير 1933، ولم تكن أسرته غنية، بل كانت أسرة بسيطة، كان الأب يعمل مدرسًا للغة العربية، والأم ربة منزل تقليدية .
العمل
محمد الفايد بدأ عمله عاملا في ميناء الإسكندرية، ثم سافر الفايد إلى المملكة العربية السعودية من أجل العمل في بيع ماكينات الخياطة، وكون ثروة معقولة وعاد إلى مصر ليبدأ من جديد في العمل بشحن البضائع. وتعرف في هذا الوقت على الملك محمد حسن البقلية سلطان بروناي، وتولى إدارة أعماله وثرواته، حينها سافر إلى الإمارات وتحديدا إلى إمارة دبي، حيث كان صاحب فكرة تدشين أول مرسى للسفن بدبي.
الفايد في بريطانيا
فتحت مدينة الضباب ذراعيها للفايد للعمل والاستثمار، وصل الفايد إلى بريطانيا في عام 1974م، وبدأ العمل في 1975م حيث كان عضوًا في مجلس إدارة لونرهو، وهي من أهم الشركات التي تعمل في تقديم الإستثمارات داخل القارة الإفريقية.
ولكنه لم يستمر طويلًا فبعد تسعة أشهر فقط ترك الفايد مجموعة لونرهو وقام بشراء فندق دورشستر وتوسع من جديد فقام بشراء فندق ريتز بفرنسا.
كان نجاح الفايد سريعًا وكان محط أنظار الجميع، خاصة بعد أن قام بشراء قصر دوق وندسور بفرنسا، وفي محاولة منه لتوطيد علاقاته بالأسرة الحاكمة أرسل محتويات القصر للملكة لتختار ما تريد منها .
استمرار النجاح
توسعت أعمال الفايد، ففي عام 1985م تمكن من الحصول على الحصة الأكبر للأسهم من سلسلة محلات هارودز الشهيرة بنسبة 65% من الأسهم ، والتي تشتري منها الأسر الحاكمة بالعالم الملابس وجميع متعلقات القصور الملكية.
ديانا و دودي:
بدأت القصة بين دودي وديانا بسبب ملازمة دودي أو عماد الفايد لوالده في أعماله في المملكة المتحدة، وتعرف حينها على الأميرة ديانا، التي كانت تعيش في حياة مأساوية مع زوجها وقررت تركه والارتباط بدودي الفايد. لم تلق قصة الحب بين ديانا ودودي القبول بين الأسرة الحاكمة أو بين الطبقات العليا في بريطانيا، ويقال أن الرفض كان بسبب جنسية عماد الفايد فهو مصري الجنسية، في الحادي والثلاثين من أغسطس عام 1997م عرف العالم الخبر المفزع. خبر موت ديانا ودودي في حادث سيارة في نفق بفرنسا، لم يتردد محمد الفايد ثانية في اتهام الأسرة الحاكمة والمخابرات البريطانية والفرنسية بتدبير الحادث، الأمر الذي زاد من توتر العلاقات بين الفايد والسلطات البريطانية. حلم الرئاسة محمد الفايد هو رجل طموح، فلم يتوقف طموحه عند عالم المال والأعمال، بل وصل أيضا للحلم بالحكم، وقد شجع الفايد حركات التحرر التي قام بها أهالي اسكتلندا ضد بريطانيا. وحينها صرح الفايد أن اسكتلندا مصرية الأصل وهذا الاسم ينتمي إلى الفراعنة، وأكد أنه سيرشح نفسه في أول انتخابات رئاسية في اسكتلندا، يقال أن هذه التصريحات كانت بمثابة انتقام من السلطات البريطانية بسبب حادث ديانا ودودي. ممتلكات آل فايد يمتلك محمد الفايد حوالي أربع طائرات خاصة، وقلعة في أسكتلندا، وثلاثة قصور بلندن وأخر في سويسرا والأخير في فرنسا . ويختا يطلق عليه يخت سوكار، وقيمته تصل إلى أربعين مليون دولار تقريبًا. صُنف الفايد في المرتبة الرابعة من حيث الثراء في مصر على حسب مجلة فوربس في عام 2016م، بلغت قيمة ثروته ملياري دولار.