قبل عدة أيام قامت القنصل العام للولايات المتحدة في الظهران السيدة «راتشنا كورهونن» بجولة في الأحساء تتضمن زيارات لبعض مجالس الأسر الأحسائية. وتخلل الزيارة جولة لبعض الأماكن والمعالم التي يذهب إليها الكثير من الأجانب أثناء تواجدهم في الأحساء. وأثناء الزيارة التي ضمت إضافة لسعادة القنصل عددا من موظفي القنصلية تم نشر ومتابعة الزيارة والجولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وقد كان هناك الكثير من التفاعال من شرائح كثيرة من المجتمع ليعيد إلى الذاكرة العلاقة العميقة بين المواطن السعودي والأمريكي، منذ وصول الكثير من بعثات التنقيب عن البترول ووصولهم للأحساء لدراسة الكثير عن خاصيتها الجغرافية، كونها واحة زراعية كبيرة بها أنواع كثيرة ومختلفة الأشجار والنخيل وسط صحراء تتدفق فيها المياه بغزارة، بعضها بارد وبعضها ذو حرارة شديدة لم يعهدوا رؤيتها في مناطق صحراواية أخرى في العالم.
وبالعودة لجولة القنصل الأمريكي في الأحساء، فقد أرجعت هذه الزيارة الذاكرة للكثير عندما كانت هناك رحلات تنظمها ولا تزال تنظمها شركة أرامكو السعودية لموظفيها. ففي الماضي غير البعيد كنا نرى العوائل الأمريكية تصل بقطار الصباح قادمة من محطة الدمام للقيام بجولة سياحية على الأماكن التاريخية والأسواق الشعبية. وقد كان الكثير من هؤلاء يتحدث عن أهالي الأحساء وكرمهم وتقبلهم للآخر وكذلك سهولة الانخراط في المجتمع الأحسائي لمن يأتي لها من الخارج أو الداخل. وأمر مهم وهو أن تفاعل القنصل والمرافقين مع بعض الأنشطة التي تم زيارتها لهو دلالة على أنه من السهولة أن يتم التوسع في وسائل الترفيه والسياحة بأسلوب اقتصادي، من الممكن أن يخلق نوعا من الوظائف التي تكون بالدوام الجزئي يستفيد منها الشباب والفتيات والمجتمع، خاصة فيما يخص العمل على تجهيز أنواع من الأكلات الشعبية التي لم تفقد بريقها والتي ترى إقبالا من المواطنين والأجانب.
وحيث إن الأحساء قد تم اختيارها عاصمة السياحة لهذه السنة، فقد يكون هذا النوع من الجولات والزيارات التي يقوم بها ممثلو الدول الأجنبية للأحساء أقرب ما يكون كمعيار لما هو جاذب للقادمين من الخارج ومعرفة ماذا يريده القادم من الخارج. وأهم نقطة لاحظتها من خلال متابعة بعض أجزاء الزيارة للقنصل الأمريكي هو البساطة والعفوية، وتخلله تفاعل سلط الضوء على الكثير من الأفكار التي من الممكن أن تفتح أبوابا أوسع للسياحة الحقيقية.