مَن يعرف تفاصيل عالم الأناقة وأسراره الجميلة، يدرك تماماً الأهمية التي يحتلّها اللؤلؤ لدى دار شانيل.
الأمر كله بدأ مع المؤسِّسة الراحلة غابريال. لقد أحبت مادوموازيل شانيل اللؤلؤ بجنون، فكانت تضعه في كل المناسبات، صباحاً ومساءً، وحتى مع الملابس الرياضية أو سترة مع سروال رجالي. ويُعدّ مكمّلاً جذاباً لجانبها الأنثوي، ومثّل لها تميمة جالبة للحظ من شدة إعجابها به. وبرز اللؤلؤ بأقراطها وعقد الشوكر والعقود البسيطة وبطبقات من السلاسل. لم تخلُ إطلالتها من اللؤلؤ أبداً، فقط عند نومها.
وعند اكتشافها إحدى لوحات عصر النهضة، خاصة صورة من البلاط الملكي رسمها فيرونزيه، أسرها جمال اللؤلؤ، فقد تأثرت به بنحو لا يمكن وصفه.
وبحبها الشديد للتناقضات، استمتعت بالتنسيق بين لمعان اللؤلؤ المشابه للقمر وشكله المستدير مع خطوط أكثر حدّة ككنزة ضيّقة أو فستان أسود قصير. ويناسب اللؤلؤ كل الأقمشة، فيضفي نعومة إلى التويد ورقة إلى الحرير ويغطي البشرة بلطف ليلاً ونهاراً.
جمال لا يُقاوَم!
بالإضافة إلى ذلك، تمتاز تلك اللآلئ بحيويتها وإشراقها، فتضفي جمالاً لا يمكن مقاومته إلى مظهرك. وكانت غابريال على دراية تامة بسر جمال المرأة، فعلمت أن اللآلئ بمزاياها في التقاط الضوء ستنير وجهها وتبرز جاذبية عينيها وابتسامتها. كما ستنسجم بنحو مثالي مع بشرتها المعزّزة بالاسمرار.
وعن جورج أوريك، يحكي أنه في إحدى أمسيات عام 1925 انقطعت قلادتها من اللؤلؤ بطول مترين تقريباً أثناء رقصها الشارلستون. وبكل رقيّ ودون الاكتراث للموقف، وقفت تشاهد باستمتاع مجموعة من الرجال ببذلات مسائية يجثون على ركبهم بحثاً عن تلك الأحجار الثمينة.
ويكشف حب مادوموازيل لللآلئ عن جانب خاص جداً منها. إنها بمثابة إقرار منها بشخصيتها الحساسة السريعة التأثر بما حولها. وكانت اللآلئ بالنسبة إليها، بحضورها النابض بالحياة واستدارتها الناعمة وشكلها المثالي، وسيلة لحمايتها أثناء عملها من صراعات حياتها اليومية؛ فوجدت فيها النقاء والصدق والانسجام.
وفي آخر أيامها، وفي غرفتها في فندق ريتز، كان كل ما بقي في حوزتها هو ثلاث بذلات بيج ولآلئها. بكلمات أخرى، أساسيات مادوموازيل، أي أساسيات شانيل CHANEL.
فما جديد مجوهرات شانيل اليوم؟
بابتكار دار شانيل مجموعة SECRETS D’ORIENTS من المجوهرات الراقية الجديدة، يسلّط الضوء مرة أخرى على تلك الأساسيات التي تشكل هوية شانيل CHANEL.
تضم المجموعة طقمين صُمّمما بنحو خاص للشرق الأوسط من لؤلؤ أكويا والتوباز الإمبراطوري. ووقع اختيار استوديو ابتكار المجوهرات الراقية على هذه الأحجار على وجه التحديد لتعكس الألوان الدافئة المتميزة للشرق الأوسط وتحاكي الهندسة الفريدة للمشربية. ويتسم تصميم قطع هذه المجموعة بالفخامة والانسيابية، فتتدلّى اللآلئ بكل أناقة وتتزين السلاسل الناعمة والثمينة بالذهب المرصّع بالماس.