أكد المفتي العام للمملكة العربية السعودية، رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء رئيس المجلس الأعلى للرابطة، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أن من خصائص الدين الإسلامي الحق أن يكون دينًا وسطًا بين الغلو والجفاء دينًا عدلًا لا ظلم فيه ولا إجحاف، تنصف جميع أحكامه وتشريعاته بالاعتدال والتيسير بعيدًا عن الغلو والعنت والمشقة والحرج، وأن الأمة التي تدين بهذا الدين حقًا هي أمة وسط خيار ليس فيهم إفراط ولا تفريط. وشدد "آل الشيخ"، في كلمته أمام مؤتمر رابطة العالم الإسلامي على أن نصوص الكتاب والسنة تضافرت على تقرير مبدأ الوسطية والاعتدال في هذا الدين الذي جاء لهداية البشرية جميعًا، فجاء في كتاب الله عز وجل أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أمة وسطا خيار بين الأمم، قال تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلًنّاكُمّ أُمُّةً وَسَطَّا لِتّكُونُوا شُهّدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيّكُونَ الرَّسُولُ عَلَيّكُمُ شَهِيدَّا). وأكد أن من مقتضيات الوسطية اليسر والتخفيف في تشريعات الإسلام، إذ اكتسبتُ تشريعاته وأحكامه صفة اليسر والتخفيف ورفع المشقة والحرج، وقد ظهر هذا الوصف في جميع الأحكام الشرعية من العبادات والمعاملات وغيرها، كما ذم النبي صلى الله عليه وسلم المتنطعين في الدين ووصفهم بالهلاك، فقال: "ألا هلك المتنطعون". قاله ثلاث مرات. وقال: "إن كان هناك من حاد عن هذا المنهج الوسط قديمًا وحديثًا فإنما هم من المتنطعين الذين أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم هم الهالكون والمنحرفون عن الجادة المستقيمة إما بغلوهم وافراطهم أو بتفريطهم وتقصيرهم".