تحل اليوم، الثلاثاء، ذكرى تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، منصب ولاية عهد المملكة، خلفًا لأخيه الشقيق، الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد ووزير الداخلية، ففي 15 يونيو أصدر العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، أمرًا ملكيًا باختياره وليًا للعهد ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للدفاع.

ويعتبر الملك سلمان بن عبد العزيز، أحد أبرز الوجوه السياسية والقيادية المحنكة بين أبناء الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، وبين أبناء الشعب السعودي قاطبة، إذ يعتبره البعض أمين سر العائلة ورئيس مجلسها، والمستشار الشخصي لملوك المملكة، كما أنه أحد من يطلق عليهم "السديريون السبعة"، وهو اسم يطلق على سبعة من أبناء الملك عبد العزيز من زوجته حصة بنت أحمد السديري.

تاريخ طويل من العمل القيادي والتنموي، شهدته العاصمة السعودية الرياض منذ دخول الملك سلمان العمل السياسي في 16 مارس عام 1954، حينما تم تعيينه أميرًا للمنطقة بالنيابة عن أخيه الأمير نايف، ولم يمر وقت قصير حتى أصبح سلمان الشاب، أمير للمنطقة في 18 أبريل 1955.

ظل الأمير سلمان بن عبد العزيز أميرًا للمنطقة، التي شهدت إنجازات تنموية وثقافية وحضارية في عهده، حتى استقال من منصبه عام 1960، وبعد ذلك بثلاث سنوات، أصدر الملك سعود بن العزيز مرسومًا ملكيًا بتعيينه أميرًا لمنطقة الرياض مرة أخرى.

خلال 48 عامًا هي إمارة الملك سلمان للعاصمة الرياض، التي تعتبر معقل أغلب أفراد العائلة المالكة، لم تشهد المنطقة حادثًا واحدًا يعكس سوء إدارته، فقد قام الملك سلمان بهذه النقلة بسجل نظيف خالٍ من الفساد، وكان معروف أنه كان يتعامل مع أي تجاوزات بهدوء دون إثارة ضجة.

ومن أشهر جولاته في تلك الفترة، هي زيارته العاصمة الأردنية في 1968، بصفته رئيس اللجنة الشعبية لمساعدة منكوبي الأردن، حيث قام بتسليم الدفعة الثانية من تبرعات مواطني منطقة الرياض، وفي عام 1969، تفقد القوات السعودية المرابطة على خط المواجهة في منطقة الأغوار في الأردن ورافقه الملك حسين بن طلال.

وفي 1974 قام بزيارة الكويت والبحرين وقطر لتعضيد الموقف العربي، وفي 1985 زار باريس وقلده الرئيس الفرنسي جاك شيراك وسام مرور ألف عام على إنشاء مدينة باريس.

وفي عام 1991، زار مونتريال في كندا، حيث افتتح معرض المملكة بين الأمس واليوم، وفي عام 1996 استقبله الرئيس الفرنسي جاك شيراك في قصر الإليزيه في باريس أثناء زيارته للعاصمة الفرنسية.

وبعد وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وبتاريخ 5 نوفمبر 2011 أصدر الملك عبد الله بن عبد العزيز أمرًا ملكيًا بتعيينه وزيرًا للدفاع، وبعد وفاة الأمير نايف بن عبد العزيز في 18 يونيو 2012 أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أمرًا ملكيًا باختياره وليًا للعهد وتعيينه نائبًا لرئيس مجلس الوزراء وزيرًا للدفاع.

وبشكل فعلي، أصبح الملك سلمان سلمان يتولى جميع مسئوليات الحكم منذ توليه المنصب عام 2012، فقد ترأس مجلس الوزراء لعدة شهور، وقام بعدة رحلات أجنبية، حيث قام بزيارة الصين واليابان وباكستان والهند والمالديف وفرنسا منذ وفاة سلفه الأمير نايف.