آخبار عاجل

مدمني المخدرات بحاجة إلى العلاج لا السجن .. بقلم :سلوى المؤيد

28 - 06 - 2019 1:17 1223

 

كيف يعاقب القانون الجنائي في البحرين مدمني المخدرات .. مثلما يعاقب تجار المخدرات ومروجيها كمهنة لهم ..حيث يعامل الطرف الأول كمجرمين يستحقون السجن على تعاطيهم للمخدرات مثلما يعامل تجار المخدرات ومروجيها مع فارق المدة الزمنية لفترة العقوبة .

لماذا لا يفرق القانون الجنائي في العقوبة بين الطرفين تاجر المخدرات و مدمن المخدرات؟

من يمارس هذه المهنة القذرة كاحتراف مؤذي للناس يختلف عن من يتعاطى المخدرات وهو مدمن بحاجة إلى علاج .. وحتى إذا قام هذا المدمن المريض بترويج كميات قليلة من المخدرات .. فهو لكي يحصل على الجرعة الأخرى التي سوف تطفىء عذابه المؤلم .. ما دام لم يحصل بعد على علاج وتوعية ليشفى ويبدأ حياة نظيفة .

وفي ظل تواجد أ مركز واحد هو “مركز محمد المؤيد لمكافحة الإدمان على الكحول والمخدرات “سنوات طويلة قبل أن يفكر الناس في تأسيس مراكز لعلاج مدمني

المخدرات .. فإن فرص شفاء هؤلاء المدمنين الذي يتزايد أعدادهم بالعشرات أو المئات كل عام منذ أن تم إنشاء هذا المركز الوحيدعام ١٩٨٩. وبسبب عدم قدرة هؤلاء على الشفاء إما بسبب الجهل أو عدم وجود العلاج ..وكلنا نعلم طول الطوابير من المدمنين التي تنتظر الدخول إلى هذا المركز لعلاجهم بسبب عدم وجود أماكن شاغرة لهم..فإنهم يستمرون في التعاطي .. وبهذا وفي ظل هذا القانون الجنائي الذي يعتبر المدمن مجرماً وليس إنسانا مريضاً نفسياً واجتماعياً فإن مدد الأحكام بالحبس على هؤلاء المدمنين قبل علاجهم تتعدد حيث يحكم عليهم بسبب التعاطي بالسجن لمدة ٦ أشهركل مرة يقبض عليه متعاطياً ..وتتعدد هذه الأحكام حتى تصل إلى سبع سنوات وأكثر ..ويشاء حسن حظ بعضهم أن يتجاوب مع علاج التأهيل الممتاز - الذي يقوم به الطاقم المعالج في قسم التأهيل للمدمنين في الدور الثاني من “مركز محمد المؤيد لمكافحة الإدمان على الكحول والمخدرات “ والتطوع الجليل الذي يقوم به أعضاء جمعية المدمن المجهول مع بعض المتطوعين ممن تم شفائهم ويأتوا لمساندة زملائهم - ليصلوا إلى مرحلة الشفاء بعد تعافيهم من الإدمان .

إلا إنهم بعد شفائهم يجدون أنفسهم مضطرون إلى العودة إلى السجن لقضاء أحكام أخرى قديمة لهم قبل شفائهم .

وهنا أطرح هذا السوال الهام .. ألا يستحق هذا المدمن الذي تعافى ويريد أن يبدأ حياة صحية صالحة أن يعفى من أحكام

قديمة نتجت عن إلقاء القبض عليه وهو مدمن ..؟وهل انحراف الشخص إلى الإدمان بسبب عدم وعيه أو إهمال أهله له ..أو إغراء آخرين له وجهله بعواقب تناول المخدرات ..يصل إلى مرحلة الإجرام ..لا أعتقد أن هذا الأمر يطابق الحقيقة ..لإن المدمن يعتبر إنسان مريض بحاجة إلى العلاج لا العقاب ..وعندما يعالج ويؤهل نفسياً لكي لا يقع ضحية لمروجي المخدرات ..علينا أن نساعده لكي يبدأ حياة نظيفة ونحاول توفير عمل له لكي يكون إنساناً منتجاً في المجتمع لا أن يعيده القانون الجنائي إلى السجن مرة أخرى فيقع بسبب اليأس والإحباط ضحية مرة أخرى لمروجي المخدرات في السجن ..وكلنا نعلم أن المخدرات تصل إلى السجون ..ويتعاطاها المسجونون ..ولا ندري كيف تصل .. إذ أنها مسؤلية وزارة الداخلية إذ عليها أن تمنع تواجدها هناك .

قال لي أحد المدمنين المتعافين .. شاب في الثالثة والثلاثين من عمره ينفذ الآن أحكام قديمة عليه بالسجن بسبب التعاطي قبل علاجه .

“ شاء سوء حظي أن أتعرف وأنا في المدرسة بإصدقاء سوء ..تعلمت منهم تعاطي الحشيش ثم الهيروين ..كنت أعتقد بسبب جهلي بخطورتها أنني سأستطيع تركها متى شئت..لكنني وجدت نفسي غير قادر على تركها وأنغمست أكثر في عالم الإدمان ..إلى أن علمت أن هناك علاج لها في (مركز محمد المؤيد لمكافحة الإدمان على الكحول

والمخدرات ) لجأت إلى هذا المركز وحمدت الله أنني جئت للعلاج ..وجدت طاقم طبي ونفسي رائع في تعامله معنا لكي نتخلص من الإدمان و نبدأمرحلة التعافي نفسياً واجتماعياً حتى يمكننا مواجهة من يحاول إغرا ئنا من مروجي المخدرات .. واليوم أنا شفيت لكني لا أستطيع أن أبدأ حياتي من جديد ..لإن علي أن أعود إلى السجن لكي أقضي أحكام سابقة لي بسبب تعاطي المخدرات وأنا في السجن قبل أن أعرف بإمكانية علاجي ..لقد بقى علي ثلاث سنوات .وأنا قد وصلت الآن إلى سن الرابعة والثلاثين ..متى سأبدأ في العمل ؟”

هذا الشاب الذي شفى لا زال يقضي مدة عقوبته..والمؤلم أنه موهوب في النجارة والنحت .. وقادر مادياً..نظراً لكون والده رجل أعمال ليبدأ في تأسيس محل صغير . يبدأ به حياته الصالحة

إنني أتمنى أن يقوم المسؤلون في الدولة بتعديل القانون الجنائي وعدم إعتبار هؤلاء المدمنين مجرمين يستحقون السجن .. وإنما اعتبارهم مرضى علينا توعيتهم وعلاجهم .

كما أتمنى أن أن تؤسس وزارة الصحة مركز يسير على أساليب حديثة في علاج مدمني المخدرات والكحول. لإن المدمنين في زيادة بسبب انتشار وباء المخدرات وجهل الأبناء والآباء بمخاطر الإدمان أو إهمال الآباء لإبنائهم..أما حبسهم فهو لن يفيد إنما ما يدفعهم إلى الشفاء الوعي بالمرض والرغبة في العلاج ووجود المراكز التي تعا لج

المدمنين ومساعدتهم بعد الشفاء على العمل والإنتاج . وهذا ما سوف يقلل عدد المدمنين في المجتمع.



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved