للمرة الأولى في تاريخ الجزائر، انتخب النواب الجزائريون بالأغلبية في وقت متأخر، الإخواني سلیمان شنین، رئيسًا للبرلمان وسط احتجاجات حاشدة تطالب برحيل كل رموز الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة من السلطة.
وينتمي سلیمان شنین، وهو ابن ولاية ورقلة بالجنوب الجزائري، إلى حركة البناء الوطني، ويعد أول رئیس للغرفة السفلى للبرلمان ذي توجه إسلامي محسوب على المعارضة، بعد عقود طويلة من استحواذ حزب جبهة التحرير الوطني "الأفلان" على ھذا المنصب.
وقال شنين عقب توليه رئاسة أولى جلسات البرلمان إن البلاد تمر بوضع حساس والشعب قادر على الخروج من الأزمة، ونعبر عن دعمنا للحراك الشعبي السلمي ولموقف الجيش الوطني".
وأضاف أن رئيس أركان الجيش، لفريق قايد صالح أعطى الإرادة السياسية الواضحة في مكافحة الفساد، وأعاد للشعب الأمل في بناء دولة ديمقراطية وعدالة مستقلة.
ويعرف عن سلیمان شنین وهو من مواليد ديسمبر 1965، انتقاده ومعارضته لسیاسة الحكومات السابقة وكذا الرئیس السابق عبد العزيز بوتفلیقة، إذ كانت لديه مداخلات نارية ضد مشاريع القوانین التي تطرح على البرلمان لمناقشتها والمصادقة عليها، وكذا خلال مناقشة مخططات عمل الحكومات السابقة، سيما حكومة الوزير الأول السابق أحمد أويحیى، الذي يقبع حاليا بسجن الحراش بتهم فساد.
ويحل شنين محل معاذ بوشارب من حزب جبهة التحرير الوطني الذي حكم البلاد منذ الاستقلال عن فرنسا في عام 1962.
وكان المجلس الشعبي الوطني أعلن استقالة بوشارب بعد أسابيع من معركة برلمانية مع نواب حزبه جبهة التحرير الوطني وكتل نيابية أخرى.
وتعيش الجزائر على وقع حالة انسداد سياسي في ضوء الحراك الشعبي الرافض لاستمرار رموز نظام الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، وحرص قيادة الجيش على المضي في انتخابات رئاسية استنادا لنص الدستور.