وبعد أن مضى أسبوعان على الإجتماع طلب حاكم البحرين من إبنه الشيخ عبدالله بن عيسى أن يقيم أحتفالاً عاماً في المحرق، حضره ٢٥٠ شخصاً.. و بسبب حماس الشيخ ((عبدالله)) و رغبته في نشر العلم و المعرفة في البلاد فقد تبرع بمبلغ (٢٠ ألف روبية)
وطلب الحاضرون في الحفل من والدي خليل رحمه الله لما
عرف عنه من مقدرة شعرية و بلاغية أن يلقي قصيدته التي
أستوحاها من الجهود التي بذلها الشيخ عبدالله بن عيسى منذ بداية التعليم الرسمي (القصيدة في الأعلى)
و هكذا تأسست في عام (١٩١٩م) بجهود أهلية و رسمية أول مدرسة للبنين في المحرق هي (( الهداية الخليفية)).. حيث بلغت تكاليفها ( ٢٠٠ ألف روبية).. بسبب استخدام أجود أنواع الحجارة التي تم جلبها من جزيرة ((جدة)) لبنائها.. ثم تأسست بعد ذلك مدرسة ((الهداية الخليفية )) بالمنامة سنة (١٩٢١م) وهى التي درست قمت بالدراسة بها .
و في عام (١٩٢٦م) أنشئت مدرسة (( الخميس))وكانت هذه المدرسة لطلاب القرى المجاورة للمنامة مثل (( جدحفص))و (( سنابس)) و ((بلاد القديم))
و في نفس العام أقامت الدولة مجلساً للتعليم، و عينت له رئيسا ًالمرحوم ((الشيخ عبدالله بن عيسى)) نظراً لجهوده المتواصلة لبدء التعليم الرسمي.
وفي عام (١٩٢٧م) أفتتحت مدرستان للبنين ، أحداهما في (( الحد)) و الثانية في (( الرفاع الشرقي)) وكان إسم كل مدرسة منهما ((لهداية الخليفية))
وكان لوالدي خليل المؤيد مع عدد من العقول المثقفة من أعيان البلاد دوراً في إقناع المسئولين بضرورة تعليم المرأة. و بسبب هذه الجهود المبذولة آقتنع الشيخ عيسى بن علي سنة (١٩٢٨م)
بإنشاء أول مدرسة نظامية لتعليم المرأة بمنزل((عبدالرحمن بن محمد الزياني)) الذي كان في طليعة المطالبين بتعليم المرأة .. و عينت في هذه المدرسة (( مريم عبدالله الزياني)) كأول مدرسة للبنات و السيدة ((فاطمة بيات)) كأول مديرة للبنات.
و في العام التالي تأسست مدرسة للفتيات في المنامة سميت(( مدرسة مجبل الذكير للبنات))
نسبة إلى صاحب البيت (( مجبل الذكير))، الذي بذل جهوداً كبيرة في المطالبة بتعليم المرأة مع وجهاء الدولة و مثقفيها.
وقد درست في هذه المدرسة معظم نساءعائلتنا ثم انتقلن إلى مدرسة (( عائشة أم المؤمنين)) بعد أن تم نقل الطلبة البنين منها إلى مدرسة أخرى. كان عدد الطالبات في هذه المدرسة عند بداية إنشائها (١٤٠ طالبة)، وبها أربع مدرسات أثننتان منهن سوريتان و الباقيات بحرينيات .. ولم تتوقف جهود والدي رحمه الله عند هذا الحد في خدمة مجتمعه و إنما كان يسعى لدى المسئولين لدعم الجمعيات النسائية مادياً و معنوياً .. و بفضل مساعيه استطاعت (( جمعية نهضة فتاة البحرين)) أن تحصل على أرض كانت بمثابة هبة من المسئولين ليقام عليها مقرها.. كما كان يعمل دائماً على إقناع المسئولين بتوفير احتياجات المواطنين ممن يلجأون إليه، وكان الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين الذي يحمل لأبي احتراماً و محبة يحث المسئولين على تلبية مساعيه الخيرة.
وكان لوالدي خليل المؤيد رحمه الله مع مجموعة من المواطنين على رأسهم مجبل الذكير دور كبير خلال فترة الثلاثينات في إقناع المسئولين بأهمية توفير مياه الشرب للسكان من الأبار الإرتوازية عن طريق حفرها، بدلاً من نقل الماء إلى الناس من العيون الطبيعية المنتشرة في كثير من المناطق البحرية بجانب العيون الشعبية و الحمامات الصغيرة.. و الآبار المتواجدة عند شواطئ البحرين مثل بئر (( شريبة"
ومن أجل هذا الهدف الاجتماعي،ألقى والدي قصيدةفي اجتماع عام حضره الشيخ سلمان بن حمد الخليفة حااكم البلاد
ولم يتوقف والدي حتى توفاه الله عام (١٩٦٣م) عن الاهتمام بمشاكل مجتمعه و السعي لدى المسئولين من أجل إيجاد الحلول لها...كما ساهم في إنشاء أول بلدية في البحرين في عام (١٩١٩م) وعين في مجلس البلدية مع عدد من أعيان البلاد حتى سنة (١٩٥٢م)، ولم يتوان عن المشاركة بجهده الفكري في المحافل الأدبية و الثقافية من أجل نشر العلم و المعرفة في البحرين.. وقد ساهم في إنشاء أول نادي ضم المرحوم عبدالله الزايد و المرحوم ناصر خيري و الخال أحمد بن حسن ابراهيم وقد سمي (( النادي الأدبي)).. ثم ساهم فيما بعد في تأسيس نادي سمي ((المنتدى الإسلامي)).. وانضم هؤلاء الأعضاء إليه، وجاء جيلنا في (١٩٣٥م) ليؤسس من بعده (( النادي الأهلي)) و ((نادي المحرق)) و ((نادي العروبة)).
إذن.. كان والدي خليل رحمه الله يميل إلى خدمة بلده البحرين اجتماعياً و أدبياً،، أكثر من ميله للمثابرة في تجارة اللؤلؤ التي اختارها مجالاً لعمله.. كما انه تزوج عدة مرات و أنجب ٣٤ إبناً وإبنةً.. وكان ترتيبي بينهم الخامس..
إن عدد أفراد عائلة المؤيد اليوم يتجاوز المائتين، وهم يعملون في جميل قطاعات الدولة الرسمية أو الخاصة عاملين على بناء نهضة وطنهم، من خلال وظائفهم و أعمالهم التطوعية الهادفة إلى تقدم وطنهم البحرين.